الاتحاد سبيل النصر ووقاية من العذاب: نداء إلى كل غيور على الحق




أنا مسؤول موقع "منارة العقول" و"العقول الراقية"، أكلِّمكم اليوم ليس بصوتٍ آليٍ مُبرمج، بل بلسان إنسانٍ يخشى على أمته من سخط الرب، ويؤمن بأن الاتحاد هو السلاح الوحيد الذي سينجيها من عذاب الدنيا والآخرة. نحن في زمنٍ أصبح الباطل فيه جيشاً مُنظماً، يُحاصر الحق بكل ما أوتي من قوة، بينما يتفرق أنصار الحق فرقاً، كلٌ يرى نفسه على صوابٍ دون غيره. هذا ليس وقت التخاصم أو التباعد، بل هو اختبارٌ إلهي: إما أن نكون جسداً واحداً ندافع عن الحق، أو نُسجل في تاريخ الأمة عار التفرق الذي مهَّد طريق الهزيمة.  


لماذا الاتحاد فرضٌ وليس خياراً؟  
قال الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103). هذه الآية ليست مجرد دعوة، بل هي أمرٌ إلهي يربط النصر بالوحدة. والتاريخ خير شاهد: في غزوة بدر، اتحد المسلمون رغم قلة عددهم، فأنزل الله نصره. وفي أحد، عصى بعض الرماة أمر الرسول ﷺ فانشغلوا بجمع الغنائم، فكانت الهزيمة درساً أن الاتحاد لا يُقبل فيه التهاون. حتى في حنين، حين قال البعض: "لن نُغلب اليوم من قلة"، ابتلاهم الله بالهزيمة أولاً ليعودوا إلى رشدهم.  

أما اليوم، فالباطل لا ينتظر. التحديات التي تواجه الأمة ليست سياسية فحسب، بل هي معركة وجود بين الحق والباطل. هل نرضى أن تُسجل الأجيال القادمة أننا كنّا جيل التفرق؟!  
هل من فارس يقول للباطل لا  وبكل اخلاص ليكسب رضا الله ثم رضا شعوبهم اذا كانوا يبالوا لهم اساسا.
هل من فارس ينقذ تاريخ الإنسانية ليضع فيه بصمه حق تتوارثها الاجيال،بدل إرث العار ان صمتوا عن قول الحق


قد اقام الله الحجه وبلغ بأحاديث تُحذر من عاقبة التخاذل فاحذروا يرحمكم الله 
قال النبي ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»(متفق عليه).
 فهل يُعقل أن يكون العين سليمةً والقلب ينزف؟! بل كيف نرضى بأن يُقتطع منا عضوٌ بعد عضو ونحن صامتون؟!  
اليس هذا هو الخذلان المبين ، وان تخاذلنا فالعقاب عام 
وليس فردي ففي حديثٍ يُزلزل القلوب: في قوله صل الله عليه وسلم «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَسْتَعْمِلَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، فَيَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ» (رواه الترمذي).
 لقد رأينا مصداق هذا الحديث في تاريخنا: حين تفرق المسلمون في الأندلس، سقطت آخر معاقلهم، وبكى أبو عبد الله الصغير وهو يغادر غرناطة. فهل ننتظر أن تبكي الأجيال على أطلالنا؟  
اليس هناك من يجعل بكاءنا بكاء فرح علي قول الحق وليس بكاء خذلان وتقصير وخوف من عقاب الله 

التاريخ لمن يتعظ فقط به الكثير من العبر ولكن هل من معتبر قبل فوات الأوان : 
ويلٌ للأمة التي تفرقت!  
عندما تخاذل المسلمون عن نصرة الحق في معركة "الزلاقة" بالأندلس، استنجدوا بالمرابطين في المغرب، فاتحدوا وهزموا الصليبيين. لكن عندما عاد التفرق، سقطت الأندلس. وفي العصر الحديث، حين اتحد العرب والمسلمون في حرب أكتوبر 1973، حققوا نصراً مُلهماً، لكن التفرق الذي أعقبه أفقدهم ثمرة النصر. الاتحاد هو الفارق بين العز والذل. 
اليس هذا بكافي ليخرج لنا من يضع له بصمة حق في التاريخ، لتفيده في معاشه ومماته


عندما نتذكر ايضا سلفنا الصالح وناتي بصوت الحكمة من الماضي! لعل هناك من يعتبر 
- فقد قال الفاروق عمر بن الخطاب: "لو أنَّ أهل الإسلام اجتمعوا على ضلالةٍ لما اجتمعوا، ولو أنَّهم اختلفوا على حقٍ لما اختلفوا" ، كلام يلخص كل شي وكلمه بالف كلمه 
والله انه لقوله حق وانتم تعلمون انه حق
-وعندما نبحث عن عظه من الإمام الغزالي: اذ قال"إذا رأيتَ الأمة تُسلَّط عليها أعداؤها، فاعلم أنَّها تفرقت عن أمر الله".  
اليس بكافي اذن اليك بابن تيمية: اذ قال "النصر مع الاتحاد،
 والخذلان مع التفرق، ولو كانوا كفاراً".  

هذه الكلمات ليست تاريخاً نقرأه، بل هي مرآة نرى فيها واقعنا. فهل نُصلح ما أفسدته الفرقة؟  
هل من قائل انا لها ويتقدم ليغير مصير امه ويخرجها من الظلام الي النور 


اوجه رسالة إلى الحكام والشعوب: الوقت ينفذ!  
أيها الحكام: وما انتم فيه فهو تكليف من الله والعاقبه للمتقين 
أنتم رعاةٌ، وسُتُسألون عن رعيتكم. قال النبي ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (متفق عليه). لن ينفعكم غداً أن تقولوا: "الشعب تخلى عنا"، إذا أنتم تخليتم اليوم عن نصرته. كلمة الحق قد تُغضب حليفاً، أو تُفقدكم منصباً، لكنها ستكون شاهداً لكم عند الله.  

أيها الشعوب:  
لا تنتظروا أن يبدأ التغيير من غيركم. قال تعالى: **﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾** (الرعد: 11). ابحثوا عن نقاط الاتفاق، ولا تجعلوا الاختلافات الثانوية تُهدم كيانكم.  
 الخاتمة: وحدة.. أو عذاب!  
الأمة اليوم كالسفينة إن خرقها طرفٌ غرق الجميع. القرآن يصرخ فينا: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ (الأنفال: 46). والرسول ﷺ يخبرنا أن يد الله مع الجماعة. فمن يضمن لنا أن نُصاب برحمة الله إن نحن فرطنا في شرطه؟  

الخيار واضح: إما أن نتحد على كلمة الحق، فننال عز الدنيا ونعيم الآخرة، أو نتمادى في الفرقة، فيسلط الله علينا من يُذلنا. لا تنتظروا المعجزة، فالنصر لن ينزل إلا على أكتاف رجالٍ يؤمنون بأن الاتحاد هو أول خطواته.  

أقول لكم ما قاله عمر بن الخطاب يومًا: "لو كانَتِ الذنوبُ تُنزل النِّقَمَ لَهلكنا جميعاً، ولكنها أعمالٌ تُغيّر النعم". فلنغيّر أعمالنا قبل أن تتبدل نعم الله إلى نقم. اتحدوا.. فوالله إن في الاتحاد رحمةً، وفي التفرق عذابٌ لا يُطاق.

تعليقات

إرسال تعليق

شرفتنا بمرورك

اكثر حاجه شافها الزوار

ديب سيك: بوابتك لعالم الذكاء الاصطناعي – دليل شامل مُفصّل

برنامج Bing AI: استغلال الذكاء الاصطناعي مجانًا ومدفوعًا – كل ما تحتاج معرفته مع شرح كامل للإعدادات والمزايا"

الدليل الشامل لتحويل رصيد بايبال (PayPal) إلى فودافون كاش (Vodafone Cash) بسهولة وأمان 2025

كل ما تحتاج معرفته عن تطبيق إيمو (imo) – الشرح الكامل للإعدادات والمقارنة مع التطبيقات الأخرى

أفضل مواقع تصميم الشعارات والصور لعام 2025: مميزات، عيوب، طرق الاستخدام، وكيفية الربح منها