انتصار غزة: ملحمة صمود وفخر
المقدمة
منارة العقول تضيء تحيةً لمدينة العزة، غزة الحبيبة، رمز الصمود والكبرياء في زمن انحنى فيه الكثير أمام العواصف. سلامٌ إلى الأرض التي تتكئ على التاريخ وترنو نحو المستقبل، تحمل على كتفيها جراحًا لكنها لا تنحني. أهديك يا غزة كلمات تفيض بالعز والفخر، فلقد خضت حربًا شعواء، ووقفت بصلابة الحديد في وجه المعتدين. كان صمودك وسامًا على صدر الأمة، وشهادة على أن قوة الإيمان والثبات تصنع النصر مهما بلغت التحديات.
وقفة مع الانتصار
وقف إطلاق النار الأخير كان بمثابة إعلان جديد لنصر غزة. لم يكن نصرًا بالسلاح فقط، بل بانتصار الروح والحق على الطغيان. إن صمود غزة في وجه الحصار والقصف هو معجزة العصر الحديث. كيف لا وهي التي لقّنت العالم دروسًا في التضحية والثبات؟ فبين الأنقاض، زرعت غزة بذور الحياة، وبين صرخات الألم، أطلقت أناشيد الأمل.
الشعر في ملحمة غزة
وسط هذا المشهد البطولي، يزهو الشعر ببهاء الصمود. وإليك هذه الأبيات التي تقطر فخرًا بنضال غزة ومقاوميها:
صمدت كالأرض لا تهتزُّ أركانُها
في وجه أعداءٍ تساقطَتْ أحلامُها
جُندٌ قد اصطفّوا بعزمٍ لا يلينُ لهم
خَطُّوا بدمٍ حرٍّ كتابَ فِداها
أطفالُها في النّار أبطالٌ تحصّنوا
بينَ الحطامِ تجدُ الوردَ يسقاها
غزةُ الكرامةِ يا رمزَ الصمودِ لنا
في كلِّ قلبٍ رفعتِ اليومَ راياها
يا مَن حملتِ على الأكتافِ ألمَ الهوى
وباتَ الحلمُ نورًا من يديْ شُهداها
تهوي القنابلُ فوقَ الأحياءِ غاضبةً
فتصدُّها الأرواحُ إذْ تَرْعَى حِماها
رحلة الصمود والنصر
صمود غزة كان قصة كفاح بدأ من اليأس وحوّله إلى أمل متجدد. في كل لحظة قصفٍ، كان أهل غزة يصنعون النصر بإيمانهم بعدالة قضيتهم. الخطوة الأولى كانت بتوحيد الصف الداخلي؛ فالمقاومة، رغم تنوع فصائلها، وقفت يدًا واحدة دفاعًا عن الأرض والشعب. اتخذت القيادة قرارات حاسمة، حوّلت محنة القصف إلى فرصة لتوحيد الكلمة وإعلاء الصوت الفلسطيني في المحافل الدولية.
ثاني خطوات الصمود كانت في إدارة الأزمات. رغم شح الموارد والحصار الخانق، أبدعت غزة في توفير مقومات الحياة الأساسية لشعبها. سُرعان ما أعاد أهلها بناء ما دمره العدوان، كأنهم يقولون للعالم: إن قلوبنا كالأرض، تُزرع من جديد.
ثالث الخطوات كانت الإيمان بالقوة الذاتية. جابت صواريخ المقاومة سماء المحتل، معلنةً أن القوة ليست في العدوان بل في الإصرار على الحق. علمت غزة الأعداء درسًا قاسيًا: أن إرادة الشعوب لا تُهزم، وأن الاحتلال مهما تجبر سيظل هشًّا أمام روح الكرامة.
صمود المحاربين والمجاهدين
محاربونا في غزة هم أسطورة من لحم ودم. تربوا على حب الوطن والإيمان بالحرية. لا يهابون الموت بل يرحبون به إذا كان في سبيل الله والوطن. ينامون بين الأنقاض ويستيقظون على صرخات النصر. إنهم منارة للشجاعة في زمن تراجعت فيه القيم. كل رصاصة أطلقتها أيديهم كانت صرخة في وجه الظلم، وكل صاروخ أطلقوه كان قبضة حق تهشم أوهام الطغيان.
أهل غزة: شعب لا يُقهر
الشعب في غزة كان الحصن المنيع خلف المقاومة. نساؤها كنَّ دروعًا من الصبر، يودعن أبناءهنّ إلى ميادين القتال بابتسامة تملؤها دموع الفخر. رجالها حفروا بأيديهم خنادق النصر، وأطفالها رسموا مستقبلًا من الأمل بين الحطام. كانوا قوةً لا تُقهر بإرادتهم وعزيمتهم، وقد أثبتوا أن النصر يولد من رحم المعاناة.
خاتمة
يا أهل غزة، يا مَن رسمتم للعالم لوحة النصر بالصمود، أنتم الأبطال الذين أعادوا تعريف الكرامة في زمان التخاذل. من منارة العقول، نبعث إليكم تحيةً بحجم السماء، وشكرًا يحمل أمانةَ محبتكم. إنكم بصمودكم صنعتم تاريخًا جديدًا، وأشعلتم شموع الحرية في ظلمة القهر.
تعليقات
إرسال تعليق
شرفتنا بمرورك